تحتل الدراسات السكانية مكانا مرموقا بين الدراسات الإنسانية في عالمنا المعاصر، حيث كانت دراسة السكان موزعة بين تخصصات مختلفة من بينها الجغرافيا والاقتصاد وعلم النفس وغيرها، فإن ثمة علما قائما بذاته يعني بدراسة السكان وهو (علم السكان) ،  حيث جذبت الدراسات السكانية انتباه الكتاب والمفكرين منذ أقدم العصور، ونتج عن هذه الكتابات التي ظهرت في هذا فكرا سكانيا، كان له دورا بارزا في نضج وتطور دراسة السكان في المراحل الحديثة والمعاصرة ، حيث ظهرت نظم فكرية متباينة وكرست كثيرا من جهودها من اجل المزيد من الوضوح والدقة في دراسة الظواهر السكانية والتنبؤ بأحوالها في المستقبل، فأخذ عالم الاقتصاد يظهر اهتماما متزايد بالسكان، واتجه علماء الجغرافيا نحو تناول موضوع السكان بالتحليل والتفسير، وتبلورت أنواع متباينة من المعادلات الإحصائية التي تدل على مبلغ اهتمام علماء الإحصاء بدراسة السكان، وبدأ علماء الاجتماع يشقون طريقهم بين هذه الاهتمامات المتنوعة بدراسة السكان، ومع أن علم السكان يعد علما حديث النشأة مقارنة بالعلوم الأخرى إلا انه استطاع أن يشق طريقه بصعوبة بالغة بين هذه الاهتمامات العلمية، وتشهد على ذلك مظاهر التطور التي استطاع هذا العلم النامي أن يحققها في مجال تحديد موضوعه