علم اجتماع الاتصال

تعتبر ظاهرة الرأي العام على اختلاف مستوياتها وتصنيفاتها من الظواهر النفسية التي تتميز بها الجماهير ويتشكل من خلالها سلوك عام يعبر عن واحد من المواقف المؤثرة والبارزة في حياة أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، ولا تدرس هذه الظاهرة الاجتماعية إلا من خلال اتجاهين رئيسين: الأول يتعلق بدراسة الأفراد والجماعات المكونين لها، والثاني الإلمام بالعوامل المؤثرة التي تحدد إطار وأسس هذه الظاهرة وتدخل في تكوينها وصياغتها، ولعل في مقدمة هذه العوامل وأبرزها الاتصال ووسائله المختلفة، إذ يتفق على أن تشكيل الرأي العام لا يكتب له الوجود دون اتصال، حيث لا يمكن أن يوجد (عام)  ولا يوجد (رأي) دون اتصال. لذا نجد أن الاهتمام بدراسة الرأي العام وطرق تكوينه وقيادته وتأثيرات العوامل الأساسية التي تدخل في صناعته ومنها وسائل الاتصال، يتماشى مع التطور المعاصر للمجتمع الحديث وخصائصه الجديدة، حيث أن مجتمع المعلومات أو المعلوماتية الذي يطبع واقع الحياة المعاصرة تبدو فيه صورة الرأي العام كقوة ضاغطة ومحركة للأحداث ومعبرة عن حقوق الجماهير وطموحاتها، أو كعامل تغير سواء كان سلبا أو إيجابا ضمن إطار يتيح للفرد والجماعة ممارسة مسؤولية صناعة الحاضر والمستقبل وتطوير آليات ذلك.