علم النفس العيادي

مقياس علم النفس المرضي للراشد والمسن هو مقياس سداسي وليس سنوي لذا ارتأينا في تدريسنا لهذا المقياس أن نقدم في البداية توضيح وتعريف لمصطلحات مهمة والمتمثلة في: علم النفس المرضي، المرض النفسي، الفرق بين الأمراض النفسية والعقلية (الأمراض العصابية والذهانية). أما عن تشخيص كل الاضطرابات النفسية المدرجة في هذا المقياس فقد اعتمدنا على دليل تشخيصي مهم وهو الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. نهدف هنا إلى تمكين الطلبة من فهم المعايير التشخيصية لأهم الاضطرابات في هذا الدليل بكل بساطة ويسر، وبالتالي سيكون من السهل عليهم استخدام أي دليل آخر في التشخيص إن أرادوا ذلك، لان الأدلة التشخيصية العالمية للاضطرابات لا تختلف عن بعضهاكثيرا، واغلب الباحثين يرون أن الدليل التشخيصي الرابع هو دليل مهم لأنه قدم كل الاضطرابات النفسية بصفة مفصلة.

نقصد بالتشخيص هو تحديد وتجميع المعلومات عن الاضطراب، وللتشخيص أهمية كبيرة بالنسبة للمعالج والمريض، فهو يساعد على فهم المريض وما يعانيه. كما يعني التشخيص الفهم العميق والشامل لسلوك المريض، فهو عملية علاجية أكثر من مجرد تصنيف المريض ضمن فئة مرضية.

تم الاعتماد على هذا الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات العقلية (1994 ،D.S.M) باعتبار أن أغلب الدراسات الامبريقية والتطبيقية للاضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية قد تأسست على هذا الدليل، مايجعل محتواه وتصنيفاته ومحكاته أقرب إلى المصداقية العلمية، إذيرىحدارع. (2013) أن معظم المعالجين يتبنون هذا الدليل باعتبار أن العديد من مقاييس تقدير وتشخيص اضطرابات الشخصية استندت عليه، إذ يمكننا هذا الدليل من الالتزام بمعايير الاضطرابات النفسية والتعرف على التشخيصات التفريقية؛ الأمر الذي يجنب الطلبة التشخيصات العشوائية في حالة الممارسة العيادية، وما ينجم عنه من أخطاء في علاج الاضطرابات.

تم تقديم الاضطرابات وفق نسبة انتشارها وأهميتها إذ قدمنا في البداية اضطرابات المزاج ومن ثم اضطرابات القلق، وأخيرا اضطرابات الطعام.